رحلة فنانة تشكيلية من النجف

خطوة/ النجف الاشرف
في مدينة النجف الأشرف حيث يلتقي التاريخ بالفن تعيش فاطمة الشابة البالغة من العمر 25 عامًا التي تحمل أحلامًا كبيرة ومواهب فنية استثنائية منذ طفولتها كانت فاطمة تعبر عن مشاعرها وأفكارها من خلال الرسم وهو استمر معها على مر السنين. رغم أنها لم تُنِهي دراستها بعد رغم ذلك لم يمنعها من أن تصبح واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات في المحافظة.
تتذكر فاطمة تلك اللحظات الأولى التي وقعت فيها في حب الفن تقول “كنت أرى الفن كعلاج لروحي و كنت أرى ادوات الرسم كأصدقاء او عائله تؤنسني في عالمي ومن خلال الأدوات تلك كان الرسم هو الوسيلة التي أستخدمها للتعبير عن نفسي و عن أفكاري“
تقول فاطمة بدأت بالرسم لأنني كنت أحب التصوير لكنني لم أكن أمتلك أداة تصوير فكنتُ ارسم الأشياء أو المناظر ألتي أحب الاحتفاظ بصورتها و كنت قد بدئت بأدوات بسيطة كأقلام الرصاص و الألوان ألخشبية لكن لم اتوقف عند هذا الحد مع مرور الوقت طورت مهاراتي وصقلت موهبتي مستخدمة مجموعة متنوعة من الأدوات مثل أقلام الفحم والألوان الأكر لك والزيتية.
“كل أداة لها سحرها الخاص“
تضيف فاطمة بابتسامة” أحب أن أستكشف كل تقنية وأستخدمها في أعمالي لأن كل واحدة منها تمنحني إمكانية جديدة للتعبير“
شاركت فاطمة في العديد من المعارض والمهرجانات الفنية حيث كانت تعرض أعمالها أمام الجمهور من بين هذه الفعاليات مهرجان المرأة ومهرجان نستطيع و معرض ألنجف ألدولي ومهرجان روح النبوة العالمي و العديد من المعارض و المهرجانات
“لقد كانت تجربه مميزة لي أن أكون جزءًا من هذه الفعاليات حيث تمكنت من التواصل مع فنانين آخرين ومشاركة أفكاري ورؤيتي الفنية“
تقول فاطمة لكن المسيرة لم تكن سهلة فقد واجهت تحديات كثيرة مثل عدم وجود داعم لي او قلة ثقافة غالبية ألمجتمع و اطلاعه على الفن و الاعمال الفنية الخاصة بالفنانين و عدم تقديرهم للأعمال ألفينه .”و لكن كان هناك دائمًا شعور أنني صاحبة مسؤولية فلم اتخذ الفن مجرد وسيله للمتعة او لتقضيه وقت فراغي فحسب فمثل ما ان الشاعر و الكاتب صاحب رساله يوصلها عن طريق شعره و كتاباته فأن الفنان كذلك يجب أن يكون صاحب رساله و أن كانت الآلة الفتوغرافية تصور المنظر فعلى الفنان تصوير الفكرة ولذلك جعلت غالبية لوحاتي الفنية محتواها رمزيه و كانت هذه المدرستان الفنيتان هما الأحب الي لكونهما تساعداني على التعبير عن افكاري و معتقداتي في لوحاتي الفنية .واجهت العديد من المشاكل عند مسيرتي الفنية و لم يكن لي أي داعم أو مشجع ، و هذا ما يجعل أي فنان أو موهوب قد يتوقف و يفقد الشغف بما يقوم بة لكن شغفي بالفن كان يدفعني للاستمرار
تضيف فاطمة ان كنا نحب العمل الذي نقوم بهِ لما قد نحتاج الى داعمين او مشجعين للاستمرار لكل انسان اهتمامات معينه ليس من الضروري أن يكون الجميع يحبها او يدعمها أصلاً ارى إن الفن جزء من هويتي أؤمن بأن لكل إنسان قصة يرويها من خلال أعماله” الفن هو وسيلة للتواصل مع العالم من خلاله يمكنني مشاركة مشاعري و أفكاري و اهتماماتي .
ناشطة في مجال تعزيز دور المرأة
بالإضافة إلى كونها فنانة تشكيلية فاطمة أيضًا ناشطة في مجال تعزيز دور المرأة في الفنون تشارك في فعاليات تهدف إلى دعم الفتيات الشابات في تطوير مهاراتهن الفنية أرى أن الفن يمكن أن يكون وسيلة قوية لتمكين قدرات الآخرين و التعبير عن أنفسهم و إيصال أفكارهم او أصواتهم في ألمجتمع و هو ما أسعى لتحقيقه من خلال مشاركتي في هذه الفعاليات” تقول فاطمة ومن خلال مشاركتها في مهرجان روح النبوة العالمي حصلت على الجائزة الأولى كأجمل لوحة وكانت تلك اللحظة مميزة جدًا بالنسبة لي .كما حصلت على جائزة شرفية لمسابقة لمسات التي عرضت في مصر وهو إنجاز آخر يضاف إلى قائمة إنجازاتي “هذه الجوائز لم تكن فقط اعترافًا بموهبتي بل كانت أيضًا حافزًا لتقديم المزيد من الإبداع والابتكار في أعمالي
واسعى الآن إلى توسيع نطاق عملي الفني “أرغب في استكشاف مواضيع جديدة وتجربة تقنيات مختلفة أريد أن أكون قادرة على نقل رسائل مهمة من خلال فني.
آراء متفرقة حول فاطمة: فنانة تشكيلية من النجف
الأخت الكبرى لفاطمة : أم زهراء تقول :
فاطمة لديها الكثير من الطموحات وهي مصممة على تحقيقها مستندة إلى شغفها وإبداعها مستمرة في رسم لوحاتها بألوان الحياة ولديها هواية الرسم منذ الصغر بالرغم من أدوات الرسم البسيطة بمرور السنوات استطاعت ان تطور تلك الهواية وترسم لوحات فنية وتشارك بها في المهرجانات حتى ارتقت احدى لوحاتها لتفوز بالمركز الأول ..واقول جميل من الإنسان ان يوظف فنه ويجعله رسالة ..فألوحه هي فكرة والفكرة لها صورة والصورة هي قصة والقصة قد تكون إظهار حقيقة أو أشاره لأمر خفي او تكون رسالة مشفرة ..نقلة بين الماضي والحاضر والمستقبل وبين الفكر والمشاعر والتعابير والخط والألوان هناك رؤية لي ولك وللآخرين ..كلنا نستقبل ونحلل على قدر فهمنا واستيعابنا للفكرة حتى نصل و نمسك مفتاح تلك الرسالة .
فاطمة نور كريم تعمل ( مدققة لغوية ) تقول :
لقد عرفت فاطمة قبل أربع سنوات تقريبًا، لقد شهدت تطورها أثناء تلك المدة، أبهرتني لوحاتها التي كانت يكتنفها نوع من الغموض أو غير المألوف الذي يجعلني أتساءل كثيرًا عمّا إذا كان المعنى من تلك اللوحة هو ذاته ما فهمته منها! ولكن ما أن تكشف فاطمة عن مقاصدها وأفكارها من تلك اللوحات حتى أقع في ذهول أكبر لأن لوحاتها تحتمل تفسيرات كثيرة كلٌّ حسب زاوية رؤياه و خلفيته التفكيرية … ولعل مردّ ذلك كثرة القراءة؛ ففاطمة كثيرًا ما تقرأ الكتب قبل أن تشرع برسم لوحاتها، لذلك أعتقد أنها ستكون ذات شأن عظيم في المستقبل وأن لوحاتها الفنية ستحدث تأثيرًا أو تترك أثرًا في كل من ينعم النظر فيها.
فاطمة هُدى الموسوي تعمل ( فنانة تشكيليه ) تقول:
فاطمة علي فاتنة وفنانة منذ صغر براعمها تستحق الجدارة لآنها مميزة ولديها أسلوب فني مميز تلاحظه في طابع لوحاتها هي تمزج بين الخيال والحب وستلاحظ ذلك بين خطوط لوحاتها ستجد لوحة متكاملة من الألوان البهية ممزوجة بهالة نورانية بهية ومبهجة ستستطيع تحويل خيالها لواقع وأجمل وتقوم برسم لوحات تعبر عن خيالها المليء بالإبداع والتميز لوحاتها ستعطيك تنوع بين الخيال والدقة والواقعية ومزج الألوان البهيجة وستلاحظ حبها للون الأخضر تعبيرًا عن حبها للفن والحياة برغم صعابها ستتمنى ان لا ينتهي الوقت وانت تشاهد لوحاتها انا اراها فنانة عظيمة والشيء المميز فيها حبها للرسم بالمرتبة الاولى ثم القطط والفضاء
حسين البوشي يعمل م.شعبة ثقافة وفنون الشباب ومنظم مهرجانات يقول:
الفنانة والمبدعة فاطمه علي رسامه تنوعت في الأسلوب و تفتحت عيناها على الفن منذ الصغر ترسم و تلون بكل إحساس وتنظم وترتب بكل اجتهاد نجد الشعور المرهف والمتجدد في بعض اعمالها الفنية وكأنها قريبه الى عدسه الكاميرا في التقاط المشاهد المتنوعة ذات الاشكال والعناصر وكأنها من مشاهد الواقع .. تفكر بشكل عميق وبنظره مختلفة لتصوير كل ما جاء بذهنها على القماش فاطمه لم تدرس الفنون ولم تتعلم تقنيات الرسم بل اتقنتها بالممارسة والإصرار والتمرين والعمل لساعات من اجل الإخراج والتنوع الفني للعمل بقيت عيناها وامالها في تجاربها مستمرة لتطوير مواهبها الفنية وتحريك اطراف الفرشاة لتكون وتلوين القماش. وقد شاركت في الكثير من المهرجانات و المناسبات والذكريات السنوية بمختلف المواضيع الرسم حتى جاء البورتريه ليشغل مساحه جديده من العمل لتطور وتحسن مهاراتها مما أظهرت التشريح الجيد للأشكال الذي يعطي انطباعا ورغبه لخوض تجربه اكبر في مجال وأسلوب ثاني واسع كما نجد في بعض اعمالها الخيال المتدفق في وصف الأشياء والتعبير عنه وهو جزء من الاعتماد على الروايات لتجسيد العمل الفني البعض منها.فحقيقه اعمالها توضح فيها مدى الجمال والابداع الذي يمكن ان يصل اليه الانسان حينما يكون رساما سواء بالموهبة او التعلم. ليكون مبدعاً .
تجمع هذه الآراء المتنوعة حول فاطمة ، الطموحة والفنانة المبدعة وتظهر إن شغفها وإبداعها يعكسان قدرة الفن على ربط الناس وتعزيز العلاقات الإنسانية في كل جوانب الحياة.
فاطمة بالرغم من أنها لا تزال في بداية طريقها الفني إلا أنها تؤمن بأن مشوار الألف ميل يبدئ بخطوة وأن المستقبل يحمل لها فرصًا كبيرة “أنا متأملة بشأن ما هو قادم أريد أن أستمر في التعلم والنمو وأن أكون جزءًا من حركة فنية أكبر تسعى لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع “فاطمة ليست مجرد فنانة تشكيلية بل هي صوت يمثل الجيل الجديد من الفنانين الذين يسعون للتعبير عن أنفسهم وتقديم رسائل هامة من خلال فنهم.
إن قصة فاطمة تعكس رحلة شغف وطموح وهي تجسد الأمل والإصرار في عالم الفن حيث يمكن لكل شخص أن يجد صوته ويترك بصمته في التاريخ.
@Qarib