قصة عباس في عالم التوحد ، قصة نجاح
.
–‐‐——————–
صابرين علي الخالدي/النجف
رحلة طويلة معبّدة بالأشواك والأزهار، قطعها عباس مع عائلته البسيطة ، ولد عباس عام ٢٠١٠ في أسرة صغيرة مكونه من أب وأم وأخ في مدينة النجف الأشرف،
_في عينيه بريق ذكاء، وفي وجهه حكاية خاصة يدركها الجميع ما عداه!، عزلته لم تكن تعني أنه لا يشعر بما حوله، بل كان يشعر بكل شيء، ويرى كل التفاصيل دون أن يخرجها للآخرين، إنه طفل التوحد (عباس).. الطفل الذي بدأ يكبر ويصبح على مشارف المراهقة، وهو ما يزال محصوراً في عالمه.
_البدايات قد تكون مليئة بالمشاعر المختلطة، وبداية عباس كانت مختلفة. في عمر السنة لاحظ الأبوين ان عباس لا يبدي أي علامات تواصل معهم ، نومه قليل، يغضب بسرعة، لا يوجه نظراته إلى أمه وغيرها، مما راودهم الشك ودعاهم للبحث والسؤال ،
ردة فعل العائلة في البداية كانت مليئة بالخوف، والتساؤلات وأحياناً الإنكار!!.
_بعدها بدئت رحلة العلاج ،حتى أن أبوية أنفقو كل ما يملكون في سبيل الوصول ألى طريقة في علاجة، عمل والدة كان له دور كبير في علاجه وذلك لكونه يعمل صيدلاني مما ساعد في معرفة جرعات وطرق اخذ العلاج السليمة لعباس، ام دور والدتهُ كان عظيم كونها المسؤل الأول داخل المنزل عن سلوكياتهُ، وطرق التعامل معه ، في عمر ال (٥) بدء الاستجابة للعلاج ، وفي غضون عدة سنوات استطاع التقدم والمواظبة في العلاج ،واستمرت العائلة بدعمه ومساندته وتوفير كافة أساليب الراحة والترفيه والتعليم والتغذية ومستلزمات العلاج الخاصة بحالتهُ
_عباس الآن مستمر في رحلة الكفاح والتصدي “لطيف التوحد ” حتى دخولهُ المدرسة وهو حالياً طالب في صف السادس ابتدائي،
*رسالة أهل عباس : أطفالنا منحةٌ ربانيّة من الله عز وجل،أعتبرنا عباس هدية من الله وليس عائقاً. عالم عباس جميل طاهرٌ ملائكيّ ،
أستمدينا القوة والعزم والتحدي والإصرار منهُ، وتميزنا به. ”
محور القصة هو التركيز على فئة اضطراب التوحد من خلال توعية المجتمع ابتداءً من المدارس ومساندة الأمهات من خلال الأخصائيين ودعم الصحة النفسية من خلال الورش والبرامج التوعية.