“لغز الحياة”.. صور تستكشف علاقات الحيوانات البرية مع أقرانها / تقارير مصورة

متابعة الشرق الاوسط برس
تبدو هذه الصور الحميمية للحياة البرية وكأنها التُقطت داخل استوديو للتصوير، حيث تظهر أنواع مختلفة من الحيوانات إلى جانب أفراد عائلاتها.

وتستكشف هذه السلسلة، بعنوان “لغز الحياة”، التأملات الفلسفية للمصور بيدرو جارك كريب حول فكرة الحياة وارتباطها بالعالم الطبيعي.
تعتبر الفيلة حيوانات ذكية واجتماعية للغاية وتتسم ببنيةٍ دماغية مُشابهة للبشر إذ تستطيع الشعور بالحزن والتعاطف وإظهار روح التعاون والوعي الذاتي
Credit: Pedro Jarque Krebs
ويشرح كريب لموقع CNN بالعربية أسلوب التصوير الخاص به، الذي يتمثل بشكل أساسي في عزل الحيوانات عن محيطها الطبيعي، لتسليط الضوء على علاقة أوثق معها.
وعن سبب اختياره لعنوان السلسلة، يقول: “يسعى العنوان إلى تذكيرنا بأن بحثنا عن معنى الحياة، كبشر، يشمل جميع أشكال الحياة، التي تشترك في اللغز ذاته، وأنّ الحيوانات تشبهنا أكثر مما نعتقد”.

وتركّز هذه المجموعة من الصور على العلاقات التي تربط العديد من هذه الحيوانات ببعضها البعض ومع نسلها، ما يجعلنا نشعر بالقرب منها عاطفيًا، بحسب اعتقاد كريب.

ويوضح كريب أن جميع الحيوانات تتشارك بالمصير ذاته. ويُوضح: “حتى رغم اختلافنا عنها، فنحن جميعًا نبحث عن الأمر ذاته، أي البقاء على قيد الحياة وحماية نسلنا”.

ويرى كريب، الذي درس الفلسفة بشكل أكاديمي، أنّ مراقبة الحيوانات يمكن أن تساعدنا على فهم مكانتنا في العالم بشكل أفضل وفي الوقت ذاته تفتح المجال لطرح الأسئلة حول حالة الإدراك لدى الحيوانات.
ويشير كريب إلى أنه في عام 2012، نشرت مجموعة من العلماء إعلان كامبريدج الذي ذكروا فيه أن العديد من الحيوانات، وخاصة الثدييات، ولكن أيضًا بعض الطيور، لديها وعي مشابه جدًا لعقلنا، والقدرة على التجربة مثل الخوف والألم، ولكن أيضًا السعادة وفوق كل شيء إدراك وجودها ووجود عالمها الخارجي.
ولتوضيح هذه الفكرة خلال السلسلة، اختار كريب تصوير الثدييات بشكل أساسي، مع بعض الطيور.

ويرى كريب أنّ البشر يتعرفون أكثر على الثدييات، التي تتمتع بتكوين مشابه لتكويننا، وخاصة الرئيسيات، التي تُعد الأقرب جينيًا إلينا.

ويقول أنّه “في كثير من الأحيان، عندما نرى غوريلا، أو إنسان الغاب، أو الشمبانزي تتفاعل مع صغارها، فإنها تذكّرنا كثيرًا بأنفسنا”، مضيفًا: “لا أعتقد أن هناك أي شك في أنها كائنات واعية، مثلنا تمامًا”.

ويلفت كريب إلى إحدى السمات التي تشترك فيها جميع الكائنات الحية تقريبًا، وهي الحاجة إلى حماية أفراد جنسها، وتُعد غريزة الحفظ هذه قوية بالقدر ذاته لدى الحيوانات، حسبما ذكره.

ويضيف كريب: “في كثير من الأحيان عندما أقوم بالتقاط صورة للحيوانات البرية مع صغارها، أتفاجأ كيف تحاول حماية صغارها حتى وإن كان على حساب حياتها”.
وعلى سبيل المثال، يشير كريب إلى رؤيته لزرافة تواجه الأسود لإنقاذ صغارها، الأمر الذي كان عبارة عن مشهد مؤثر حقًا.

ويشير كريب كذلك إلى مفهوم الأسرة عند الحيوانات، في شكل قطعان أو مجموعات، والتي إلى جانب حماية بعضها البعض فحسب، تعمل على تثقيف الصغار، من خلال اتخاذ قدوة لتعلّم كيفية التعامل مع الحياة.
واستطاعت هذه السلسلة أن تأسر قلوب زوار مهرجان التصوير الدولي “إكسبوجر”، الذي أقيم في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.

المصدر : cnn عربية