من ربة منزل لكوافيرة ماهرة

من ربة منزل لكوافيرة ماهرة

أمل النجفي امرأة  تبلغ الاربعون عاما صاحبة كوافير الأناقة والجمال بقضاء الكوفة   تسابقت مع الزمن بمفردهاتحلم ان تحقق ما تصبو اليه في مدينة لا يمكن ان تجد فيها مهنة كما تحلو لها لكون المدينةفي عاداتها وتقاليدها الاجتماعية معقدة  فهي تعيش في مدينة دينية لها عاداتها وتقاليدها وتراثها الديني فلا يحق للمرأة فيها ان تمتهن مهنة التجميل والحلاقة مثالا لتعيش منها

تقول اني تزوجت و اعتمدت على نفسي لشق طريق حياتي وانا ام لثلاث ابناء وبسبب ضعف الحالة المادية لزوجي قررت ان احاول ايجاد عمل يناسبني ذهبت  الى تعلم مهنة الحلاقة النسائية معتقدة في قرارة نفسي انها المهنة التي تدر لي ربحا واموال  طائلة

عملت بصفة عاملة في احدى الصالونات بأجور بسيطة لا يتجاوز الاربعة الاف دينار ثم حصلت على مكان اخر اعمل فيه بخمسة الاف دينار وثم تطورت بإمكانيتي فوصل اجر عملي في الصالون الى عشرة الاف ديناروكنت انها ابحث عن الاماكن التي تقام فيها الدورات لتعلم فن المهنة بشكل جيد

وتضيف للأسف الشديد انني لم اشاهد ترحيبا من اهلي واصدقائي بهذا العمل فقد كنت محاربة من زوجي واهلي لكوني اخرج من الصباح الباكر واعود في المساء متعبة مرهقة ونحن لم نكن في منطقة تسمح فيها للمرأة ان تخرج للعمل صباحا وتعود مساءا لقد وقف الجميع ضدي منذ بداية عملي زوجي الذي كان من المفترض ان يقف معي كوني بدأت بمساعدته في المعيشة كان يقول  لي ان تربية اطفالي اهم من عملي وكانت المشاكل الزوجية مستمرة لكن تحملت الصعاب لكوني صاحبة مسؤولية في البيت والاطفال

وان اصراري على العمل والتعلم ازداد عندما بدأت اتقن مهنة الحلاقة وفن التجميل بشكل جيد كمحترفة للمهنةبعدها قررت ان افتح لي كوافير حلاقة قريب على بيتي وبدات اعمل فيه وقمت بجمع ما استطيع جمعه من المال ومفاجئة الجميع بشراء الكوافير ومن ثم شراء بيت لنا

 

 واضافت امل النجفي ان إقبال النساء النجفيات يزداد على الكوافير في المناسبات والأعياد وكذلك بعد شهري محرم وصفر اللذين يقل فيهما الإقبال لخصوصيتهما الدينية محافظة النجف الاشرف

 

ضحى عبيد احدى مرتادي كوافير الاناقة والجمال بين الحين والآخر تقول أنا زبونة دائمة في هذا الكوافير كون اسعارهم مناسبة وعملهم متقن واحترافي واجد كل صيحات الموضة لديهم من احدث القصات كذلك تعاملها الجيد علما انا من مركز المدينة سكني وليس  من قضاء الكوفة لكن اتعنى مسافات الطرق من اجل العمل لديهم

وتضيف ان عند دخولي للكوافير اجد النساء ليس  فقط لتجميل نفسها وإنما للحديث عن المشاكل الشخصية فتختلط الكثير من النساء ببعضهن البعض ويتواصلن ويتحدثن عن الكثير من القضايا الاجتماعية و الاقتصادية  والأهم من ذلك فإنهن يتبادلن مشكلات الحياة

 

بشرى الموسوي مسؤول الشعبة النسوية في مديرية شباب ورياضة النجف تقول لقد قمنا بمساعدة النساء بفتح العديد من المهن وتدريبهن على مختلف الاعمال

واضافت هناك ثلاثة منتديات نسوية تابعة الى مديرية شباب ورياضة النجف هذه المنتديات تقدم العديد من الدورات للنساء والفتيات النجفيات والتي تؤهلهن اقتصادياً  ومن بين هذه الدورات تعليم فن الحلاقة والتجميل من خلال القسم الفني في منتدى الزهراء النسوي اقيمت العديد من الدورات لتعليم فن الحلاقة التي تأهل السيدة والشابة النجفية الى فتح محل حلاقة نسائية وممارسة هذه المهنة او مزاولة المهنة من داخل بيتها .

قدمت الدورات من قبل كادر متخصص بهذا الفن والدورات مستمرة على مدار ايام السنة تتلقى المتدربة دروس بقص الشعر والصبغ والميش والعناية بالشعر التالف والمتضرر بالإضافة الى العناية بالبشرة وفن وضع الميك اب ونصائح باختيار الميك اب الملائم للبشرة

و اننا نسعى من خلال منتديات الشباب والرياضة الى تطوير قابليات الشباب وزجهم في سوق العمل من اجل تكوين جيل لا يعتمد فقط على التوظيف الحكومي وان مشاريعنا مستمرة لتطوير قابليات الشباب من كلا الجنسين

وداد صاحب من مرتادي المنتديات النسوية لشباب والرياضة تقول انا واحدة من كثير فتيات شاركت في دورات التدريبية لمهنة الحلاقة والتجميل حيث كانت الدورات المقدمة لنا جيدة وبالمجان دون دفع مبالغ مالية حصلت على شهادة مشاركة بنجاح خلال اجتياز فترة الدورة بعدها قمت بفتح صالون من داخل بيتنا المتواضع واقبال كبير له من قبل نساء المنطقة التي اسكن

الناشطة احلام العراقي تشير إلى سوء الوضع الاقتصادي لكثير من الأسر وجدت كثيرٌ من النساء أنفسهن مضطرات لإعالة أسرهن وانفسهن وهذا ما دفعهن للبحث عن فرص عمل في مدينة تكاد تكون فرص العمل فيها معدومة ويقتصر جزءٌ كبير منها على الرجال من الطبيعي في ظل هذه الظروف أن نجد نساء يعملن في مجالات كانت محصورة على الرجال ويجب أن نشجّع مثل هؤلاء النساء لأنهن يكسبن رزقًا لإعالة أسرهن في ظل ظروف غاية في الصعوبة و استطعن إثبات أنّ للمرأة أدوارًا مجتمعية أكبر من تلك التي رسمها لها المجتمع وبإمكانها أن تعمل في أي مجال طالما يتناسب هذا العمل مع فطرتها

امل النجفي  تقول انها تعيش اليوم في خيرات انعمها الله علينا و على كل  امرأة ان تجد وتجتهد ولا تستسلم للظروف المحيطة بها وبذلك ستكون امرأة يضرب بها المثل في الصبر ومواصلة العمل كما قدمت نصائحها لكل امرأة في ان لا تبقى تنتظر التعيين الوظيفي وربما لا يحقق لها مستقبلا كما حققته هي اليوم من تحقيق احلامها رغم الصعوبات التي واجهتها ونظرات الاستهزاء التي كنت اشعر بها وانا ذاهبة الى العمل

وتضيف انني اليوم صاحبة صالون كبير واعمل فيه ليل نهار ولي من الزبائن الكثير من نواحي مختلفة للتجميل والحلاقة وهم يعلمون ان حلاقتي وتجميلي يعتبر من افضل الاعمال وانا لا زلت اعمل بجدية ونشاط من اجل تعزيز امكانيتي وتقديم افضل الاعمال من القصات النسائية وتجميل العرسان وانصح النساء بعدم الاستماع الى الآراء السلبية وتكملت مسرتهن العملية للعمل وايجاد فرص لهن ودخلي مالي يومي لتمكينهن اقتصاديا

#Qarib

 

 

رئيس التحرير