التغيرات المناخية واثرها على الحياة العامة

التغيرات المناخية واثرها على الحياة العامة

رشا الجنابي.. النجف الاشرف

ذكر الراصد الجوي علي الجابر ان البلاد ستمر بمنخفض جوي وامطار شديده مصحوب بحالوب وبرق تجتاح مناطق البلاد خلال اليومين القادمين فيما ذكر ولفترات متعددة تقلبات جوية في مناخ العراق كالإمطار الغزيرة وزيادة نسبة المياه داعيا الدولة الى اتخاذ الاجراءات الوقائية والحيطة والحذر والابتعاد عن المناطق الساحلية والقريبة من المياه وذكر ان مثل تلك الحالات سبق وان ظهرت في عموم البلاد لكنها لم تكن عنيفة كما هو معهود رغم انها اثرت على نسبة المحاصيل الزراعية وتلفها في مناطق متعددة من البلاد واوضح الراصد الجوي لمراسلتنا ان الاضطراب في مناخ الارض مع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة سيؤدي بالنتيجة الى تغيير كبير في طبيعة الظواهر البشرية مع تدهور مستمر في الغطاء النباتي والتنوع البيئي

 

رونق النجفي م ناشطة بمجال البيئة والمناخ  تقول ان الشتات العراقي الى العراقيين الاصليين الذين غادروا الى مناطق اخرى يعتبر اليوم احد اكبر الشتات في العصر الحديث حيث وصفته بان ازمة انسانية سببتها قلة الرزق والماء في مناطق الارياف ومدن الجنوب

 

واضافت ان العراقيين المغادرين مناطقهم ارواحهم تحن الى اماكنهم وهم يأملون ان يستطيعوا العودة الى مسقط رؤوسهم بعد التشريعات التي اصدرتها الدولة لتحميهم من النزوح مرة اخرى وذلك بإيصال المياه الى الارياف والقرى النائية وخلق جو من روح المشاركة الفاعلة في الحياة العامة مرة اخرى

 

وقد ذكرت مؤسسة – انسانية – متخصصة بشؤون الفقراء العراقيين اعداد الفقراء خلال خمس سنوات للفترة بين 2015 الى 2020 حيث بلغت اعدادا كبيرة لا يستهان بها ممن يعيشون على المعونات الاجتماعية

هؤلاء الفقراء حسب ما ذكرته المنظمات الانسانية اضطروا الى اللجوء الى مناطق بعيدة عن مناطقهم اما طلبا للرزق او بسبب شحة المياه او بسبب المشاكل العشائرية وحالات الخلاف بين القبائل الاخرى

 

واضاف الراصد الجوي ان هذه الظاهرة تجد تفسيرها لدى العلماء في ارتفاع حرارة المحيطات والغلاف الجوي على المستوى العالمي وعلى مدى سنوات طويله وترجع تلك الظاهرة الى النشاطات الصناعية وما تخلفه من غازات سامة تتكدس في الغلاف الجوي بما يؤثر على انتظام درجة الحرارة وتغييرات في الظواهر المناخية

 

كما يذكر العلماء ان الامم السابقة مرت بالكثير من الازمات المناخية كالفيضانات والامطار الكثيفة او الجفاف الا ان التغييرات المناخية في الوقت الحالي يعوزها العلماء الى النشاطات الصناعية ودور الغازات بانتظام الدورة الطبيعية للمناخ بما سيؤدي الى زيادة في تساقط الامطار والفيضانات وتفاوت معدلات الحرارة كما تذكر الدراسات الى ان تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغ ( 350) جزيئا في اللتر بنهاية القرن العشرين اضافة الى تركيز غازات اخرى مثل الميتان في الغلاف الجوي وزيادتها عن الحد الطبيعي

 

كما اعلنت المنظمة الانسانية ان العراق يحتل مركزا متقدما بإعداد النازحين من مناطق سكناهم الى مناطق اخرى في البلاد وان اغلب نساء الارياف لم يتمكن من الاندماج بتلك المناطق التي نزحوا اليها بسبب التغيرات المناخية التي اجتاحت اراضيهم وتركتهم في اراضي الشتات كون تلك العادات تختلف اختلافا جوهريا عن العادات التي اعتمدوها في مناطقهم التي كانت تجمعهم وينتمون فيها الى عشائرهم

مما تسبب في الكثير من التغيرات الديموغرافية البيئة التي كانوا فيها فازدادت نسبة الطلاق والفقر والكثير من العادات القبلية التي اعتادت عليها نساء لقبيله

 

كما ان للصراعات الاجتماعية تاثيرعلى البيئة والمجتمع على حد سواء فعندما يواجه الافراد او المجموعات صراعا داخل المجتمع فلان ذلك سيؤدي الى مجموعه من النتائج السلبية وقد تشمل تلك الى زيادة مستويات التوتر والقلق ومشاعر الغضب والاستياء والاحباط وعدم الشعور بالرضا وقد تتصاعد الى اعمال العنف والتخريب واشكال اخرى من السلوك المدمر وانهيار الثقة والتعاون بين الافراد والجماعات مما يؤدي الى تراجع التماسك الاجتماعي والوحدة وذلك يمكن ان يقوض الرفاه العام   بما يخلق تأثيرا سلبيا على الاقتصاد والتعليم ومجالات الحياة الاجتماعية الاخرى

كما يؤثر الصراع على تفكك المجتمع وفقدان التلاحم اضافة الى زيادة الفقر والبطالة اضافة الى الجريمة والعنف

 

وعدم الاستقرار السياسي وتدهور الاقتصاد وصعوبة الحصول على التعليم والرعاية الاجتماعية

جدير بالذكر ان ظاهرة الاحتباس الحراري ظاهرة طبيعية لحفظ توازن الارض غير ان النشاطات الصناعية واستخراج النفط والصناعات البتروكيمياوية ستحفز تلك الظاهرة وقد شهدت البلاد خلال العقود السابقة الكثير من التغييرات المناخية كزيادة نسبة المياه او الفيضانات كما خيمت موجات من البرد رغم مرور فترة الشتاء

ويؤكد باحثون الى ان معدل مياه البحر ارتفع ب12 سنتمترا اضافة الى انهيار جبال الجليد كما اننا نشهد الكثير من التغييرات في الظواهر المناخية كالزلازل والبراكين والفيضانات والامطار والاعاصير المدمرة والتي بدورها ستؤدي الى تلف كبير في المنتوجات الزراعية كما ان ارتفاع حرارة الارض سينعكس على الغلاف الجوي وحياة الانسان كما سنجد ا انعكاساته على الازمات الاقتصادية والسكانية وتتسبب في تغيير خارطة توزيع السكان اضافة الى الازمات الصحية والبيئية المختلفة

كما ان التغيرات على البيئة لها الاثر الكبير على مستويات التلوث البيئي وزيادة تلوث التربة ونضوب الموارد الطبيعية وتدمير المحاصيل  النباتية والحيوانية

 

في الوقت الذي يؤكد فيه العلماء على الاهداف التكنولوجية البيئية والتي تدعو الى القضاء على النفايات والغازات المنبعثة مثل الغاز الحيوي والتعبئة المعتمدة على النباتات وكذلك الحد من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون وغيره

لكن فاتورة التكنولوجيا تجاه البيئة باهضه جدا فعلى سبيل المثال يموت الكثير من الناس في العراق بسبب التلوث الناجم عن استخراج النفط والدخان المتصاعد

ولذلك يبقى السؤال المطروح هو كيفية اتاحة حصول البلاد على تكنولوجيا صديقة للبيئة

هذا فيما قامت مجموعهة شبابية تعمل بمجال العمل التطوعي بحملات توعية وارشاد من خلال توزيع بروش رات على المواطنين ميدانيا للحفاظ على الطبيعة والاشجار وغرسها وعدم قلعها بالتعاون مع مؤسسات حكومية ذات العلاقة اضافة الى حملات رفع النفايات من الاماكن العامة وعدم تكدسها للحفاظ على سلامة المواطن العراقي

 

رئيس التحرير