رحلة الأمل: شاب في مستشفى العطاء

رحلة الأمل: شاب في مستشفى العطاء

خطوة / خاص

مستشفى العطاء حيث الأمل يتجدد كل يوم   كان أحمد الجنوبي شابًا في أواخر العشرينات   يسكن في احدى المحافظات العراقية يعاني من إدمان المخدرات الذي أثر بشكل كبير على حياته كان أحمد قد فقد فرصته في العمل وعلاقاته مع أسرته وحتى أصدقائه بسبب هذا الإدمان.

بدأت قصته عندما أدرك أنه لا يمكنه الاستمرار في هذه الحياة في لحظة من الوعي قرر أن يتخذ خطوة جريئة ويطلب المساعدة من والدته حيث انتقل إلى مستشفى العطاء لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي استقبله فريق من المتخصصين الذين كانوا مستعدين لدعمه في رحلة التعافي.

خلال الأيام الأولى واجه أحمد تحديات صعبة كانت أعراض الانسحاب تؤلمه لكن دعم الأطباء والممرضين ساعده على تجاوز تلك اللحظات العصيبة. كما التقى بأشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة، مما أعطاه شعورًا بالانتماء والأمل.

مع مرور الوقت بدأ أحمد في تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع الضغوط وشارك في جلسات العلاج الجماعي التي ساعدته على فهم جذور مشكلته بشكل أعمق كما بدأ في تطوير مهارات جديدة من خلال ورش عمل مختلفة داخل المستشفى.

بعد عدة أشهر من العلاج أصبح أحمد أكثر قوة وثقة بنفسه وبفضل الجهود التي بذلها تمكن من مغادرة المستشفى وبدأ حياة جديدة   مليئة بالأمل والطموح.عاد أحمد إلى عائلته حيث أعاد بناء العلاقات التي كادت أن تتلاشى وأصبح مثالًا يحتذى به في مجتمعه

من لحظات الإحباط إلى الأمل المتجدد

ام أحمد الجنوبي   امرأة صابرة لديها اربع أبناء وزوجها متوفي منذ عشر سنوات تحملت الكثير في سبيل إنقاذ ابنها من براثن الإدمان قالت   عندما لاحظت تغيرات سلبية في سلوك أحمد الذي كان في البداية شابًا نشيطًا ومتفوقًا دراسيًا مع مرور الوقت أصبح يتغيب عن المدرسة ويظهر علامات التعب والانزعاج.

قررت أم أحمد البحث عن حل وعندما علمت بوجود مستشفى العطاء المتخصص في علاج المدمنين شعرت بالأمل على الرغم من الخوف والقلق قامت بإدخال أحمد إلى المستشفى حيث خضع لبرنامج علاج شامل.

تحدثت أم أحمد عن التحديات التي واجهتها خلال فترة العلاج من لحظات الإحباط إلى الأمل المتجدد عندما بدأ أحمد يستجيب للعلاج بفضل الدعم النفسي والرعاية الطبية بدأ أحمد يستعيد عافيته تدريجياً.

تعتبر أم أحمد أن قصة ابنها هي دروس في الإصرار والأمل وتدعو الأمهات الأخريات إلى عدم الاستسلام ومحاولة البحث عن المساعدة والذهاب الى هذه المستشفى المتكاملة طبيا . وان هكذا مستشفيات خطوة بالاتجاه الصحيح على هذا التعاون الذي تبديه سرايا السلام بقياداتها وافرادها وموجه الشكر والامتنان للسيد مقتدى الصدر (اعزه الله) الراعي الاول لهذه المبادرات الإنسانية فلولا مستشفى العطاء لما تعافى ولدي احمد وباقي الشباب هناك المئات شاهدت منهم يتعافون في هذه المستشفى .

  وزارة الصحة العطاء هي مبادرة لسرايا السلام

أعلنت وزارة الصحة إن مستشفى العطاء لمعالجة مدمني المخدرات بطاقة استيعابية تصل الى 150 سريرا وبعضها يحتوي على غرف خاصة ومواصفات خاصة من أجل مساعدة المتعاطين بغية إعادة دمجهم من جديد و ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع كانت بمبادرة من سرايا السلام (الجناح العسكري للتيار الوطني الشيعي ) بزعامة القائد مقتدى الصدر، معتبرة في الوقت ذاته أن المراكز الموجودة لمعالجة الإدمان والتأهيل النفسي لا تكفي للأعداد المتزايدة من المتعاطين الحاليين.

مئات من حالات المتعافين في العطاء

 المسؤول العام لسرايا السلام تحسين الحميداوي قال ان افتتاح مستشفى العطاء لعلاج مدمني المخدرات في بغداد بأمر من سماحة السيد القائد   مقتدى  الصدر اعزة الله وستكون في خدمة ابنائنا واخواننا ممن اخذهم سيل آفة المخدرات وان المستشفى هي من أجل مساعدتهم و إعادة دمجهم من جديد و ليكونوا عناصر فعالة بالمجتمع ولدينا مئات الحالات ممن تعافى  منهم وعودتهم الى حياتهم الطبيعية بين عوائلهم ومجتمعهم والرعاية كانت لهم مجانًا وان المستشفى تستقبل المراجعين من كافة محافظات العراق ودعم للأسر لمساعدتهم خلال فترة علاج خدمات الكادر الطبي  وبعد الخروج لضمان عدم الرجوع مرة أخرى الى التعاطي  ولدينا زيارات تفقدية مستمرة لمتابعة العمل في المستشفى.علما تم تسليم المستشفى الى وزارة الصحة وهي الان بإشراف الوزارة.

 

احصائيات مختبرية  خلال النصف الاول لسنة 2024

اكثر من ( 39,200) فحص مختبري للمراجعين و الراقدين

مدير مستشفى العطاء لعلاج الادمان و التأهيل النفسي  الدكتور مصطفى علي  قال الكثير من  الخدمات تقدمها المستشفى للراقدين منها برنامج  تقديم رعاية طبية متخصصة للتخلص من السموم. والعلاج النفسي وجلسات فردية وجماعية لمساعدة المرضى على فهم مشكلاتهم النفسية والتأهيل الاجتماعي برامج لدعم إعادة الدمج الاجتماعي للمرضى بعد العلاج الدعم الأسري توفير مواد تعليمية.

 وحسب الاحصائيات   خلال شهر ايلول من هذا العام  هي  لأكثر من (٩٠٠) مراجع وتدخل اكثر من (١٢٠) راقد إن هذه الاعداد توزعت على العيادة الاستشارية واكثر من ( 39,200) فحص مختبري للمراجعين و الراقدين خلال النصف الاول لسنة 2024و الراقدين   لتنال خدماتها الطبية والعلاجية والفندقية حيث ان المراجعين يتم فحصهم وتخصيص العلاج الدوائي والنفسي مضيفا ان   الراقدين في المستشفى فقط  من فئة الشباب اما النساء فقط مراجعة لتلقي العلاج وان الراقدين   المستمرين على المراجعات يتم تحويلهم لوزارة العمل و الشؤون الاجتماعية لإدخالهم في دورات تدريبية وحسب رغبة المراجع و تزويدهم بالمال لافتتاح مشاريعهم و انهاء البطالة واعادة دمجهم بالمجتمع.

العطاء لها دورًا حيويًا في إعادة تأهيل المدمنين ودمجهم في المجتمع

الناشط في مجال مكافحة المخدرات علاء البغدادي موضحا ان أهمية علاج المدمنين في مستشفى العطاء مهم جدا و يعتبر هذا المركز من الأماكن الرائدة في تقديم الدعم والعلاج للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان في العراق و يركز البرنامج في المستشفى على تقديم الرعاية النفسية والطبية المتكاملة ويشمل ذلك جلسات علاجية فردية وجماعية بالإضافة إلى برامج التوعية والتأهيل.

مؤكدا علاء أن مثل هذه المؤسسات تلعب دورًا حيويًا في إعادة تأهيل المدمنين ودمجهم في المجتمع مشيرًا إلى أهمية الدعم الاجتماعي والأسري في عملية التعافي كما يشدد على ضرورة زيادة الوعي حول قضايا الإدمان وضرورة توفير الموارد اللازمة لعلاج المدمنين بشكل فعال.

رؤية المجتمع بمتعاطي المخدرات

الباحث الاجتماعي لمكافحة المخدرات مسلم محمد مبينا” ان تعاطي المخدرات يؤثر بشكل كبير على المجتمع ويرتبط تعاطي المخدرات بزيادة معدلات الجريمة حيث قد يلجأ الأفراد إلى السرقات أو أعمال العنف للحصول على المال لشراء المخدرات يؤثر تعاطي المخدرات على العلاقات الأسرية مما قد يؤدي إلى التفكك الأسري وزيادة حالات الطلاق ويمكن أن يؤثر تعاطي المخدرات على الإنتاجية في العمل مما ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي تتطلب معالجة هذه القضايا جهودًا مجتمعية مشتركة تشمل التوعية العلاج والدعم للأفراد المتضررين. وان المستشفى العطاء التابع لسرايا السلام كانت سابقا مقر للأبطال الذين واجهوا جائحة كورونا وبجهود الخيرين   يتحول الى مشفى لمعالجة مدمني المخدرات وبتعاون المواطنين مع الداخلية ووزارة الصحة والجميع نتجاوز هذه الازمة.  والشكر الى الابطال في سرايا السلام لمساهمتهم لمكافحة المخدرات.

لا فرق بحرمة تجارة المخدرات ونقلها.

المرجع الأعلى السيد علي السيستاني على خط مكافحة المخدرات مفتياً بأن “الإدمان يسقط حق الحضانة”وان حرمة المخدرات بجميع أنواعها و حرمة التعامل بها وحرمة الأموال المستحصلة عن طريقها داعياً الى استقالة المسؤولين المتهاونين في مكافحة المخدرات وتطهير الاجهزة الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات من العناصر الفاسدة فيها جاء ذلك في إجابة شرعية باستفتاء ورد الى مكتبه ودعا مكتب المرجع السيستاني في أجوبته الشرعية الى مقاطعة التعامل مع كل من يقوم بتهريب المخدرات أو التجارة بها ولا فرق بحرمة تجارة المخدرات ونقلها وطالب المراكز والمؤسسات الثقافية والدينية وكلٌ من موقعه التثقيف لإبعاد خطر المخدرات عن المجتمع” لافتا الى قبول توبة كل من كان يتعاطى وتاب واستمر في العلاج إلى آخر مراحله ولم يعد إلى المخدرات.

المتعاطي مريضاً او متهماً في القانون العراقي

مجلس الوزراء العراقي وافق في السابع عشر من سبتمبر الحالي على مشروع قانون التعديل الأول لقانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017 وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن هذا التعديل يهدف إلى رفع مستوى دائرة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لتتمكن من مواجهة هذه الآفة الخطيرة وتضمن المادة 40 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017إعفاء المتعاطي الذي يقوم بتسليم نفسه للمؤسسة الصحية من العقوبات الجزائية وتوفر له حقوقا ومنها اعتبار المتعاطي مريضاً وليس متهماً ووضعه تحت الملاحظة الصحية لمدة 30 يوماً وتلقيه العلاج لفترة تتراوح ما بين 90-180 يوماً وتشترط المادة على المتعاطي الالتزام بالعلاج ومراجعة العيادة النفسية الاجتماعية بعد الشفاء لفترة محددة ووفي حال عدم الالتزام أو التخلف يتم إشعار المحكمة المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتعاطي

وزارة الداخلية ذكرت من جانبها في السابع والعشرين من شهر يوليو الماضي أن “عدد المضبوطات من المواد المخدرة من الحشيشة والكريستال   والكبتاغون   وغيرها بلغ نحو طنين و20 كغم خلال 7 أشهر”، وضبط أكثر من (142) غرام من مادة الكرستال المخدرة و (174) حبة مخدرة خلال يوم تسعة وعشرون من الشهر التاسع لغاية يوم  الخامس من الشهر العاشر الحالي وأن انتشار هذه المواد حوّل العراق من بلد مرور لهذه المواد إلى بلد مستهلك أيضا.

صدور 140 حكما بالإعدام بحق تجار مخدرات

وأعلنت المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في نهاية شهر أغسطس الماضي عن احصائية بعدد عملياتها وعدد المقبوض عليهم والصادرة بحقهم أحكام قضائية خلال العام الجاري إذ كشفت المديرية عن اعتقال نحو 10 آلاف متهم بجريمة المخدرات فيما صدرت الأحكام القضائية بحق ما يقارب 5500 منهم منذ مطلع العام الحالي مشيرة إلى تفكيك شبكات دولية عبر تبادل المعلومات وتكوين قاعدة بيانات بعمل دولي مشترك

وان المديرية تابعت أن المصحات تستقبل المئات من المتعاطين لتلقي العلاج، مؤكدة أن من يلجأ اليها من تلقاء نفسه لا يحاسب قانونيا وفق المادة 40 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية وأشارت إلى صدور 140 حكما بالإعدام و500 حكما بالسجن المؤبد بحق تجار مخدرات للفترة من مطلع العام الماضي ولغاية شهر أغسطس من عام 2024

وأكدت المديرية أن “مادتي الكريستال والبروثامين تدخلان العراق من الشرق والغرب فمن الشرق تأتي من أفغانستان وتمر بإيران ثم العراق فيما تأتي من جهة الغرب من الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان

قصة أحمد هي مثال ملهم عن التغلب على الإدمان والشفاء بدأت قصته عندما واجه صعوبات في حياته أدت به إلى الاعتماد على المواد المخدرة كوسيلة للهروب من الضغوط ومع مرور الوقت أدرك أحمد أن الإدمان يؤثر سلبًا على حياته وعلاقات

قرّر أحمد طلب المساعدة حيث التحق ببرنامج إعادة تأهيل في مستشفى العطاء   وبدأ في جلسات دعم نفسي بفضل الدعم من الأصدقاء والعائلة والكادر الطبي  تمكن من مواجهة تحدياته والابتعاد عن الإدمان

مع مرور الوقت استعاد أحمد عافيته وبدأ في إعادة بناء حياته وركز على تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية قصته تُظهر أن الأمل والتغيير ممكنان وأنه بإمكان أي شخص مواجهة تحدياته والشفاء.

#مستشفى_العطاء_سرايا_السلام

رئيس التحرير