تعدد الزوجات بين مؤيد ورافض في المجتمع العراقي

 

عبير امرأة ذات شخصية قوية والتي عرفت بجمال عينيها. تبلغ من العمر  اثنان وثلاثين عاما  تزوجت من ابن عمها موسى  يبلغ من العمر خمس وثلاثين عاما  تقول عشت مع موسى  ملبية كل طلباته وهو يعمل موظفا في احد دوائر الدولة وانجبت له  الاطفال ثلاثا من الاناث وكنت ذات مرة حاملا بجنين اخر لكنه قال لي اذا كان المولود انثى فإنني سأبحث عن امرأة اخرى تنجب لي مولودا ذكرا ذهبنا معا الى مركز طبي متخصص لغرض اجراء فحص سرسري  لمعرفة نوع الجنين  والصدمة كانت المولود ايضا انثى وعندها هاجت نفسه وقال لي لقد اخبرتك بانني اريد ان تنجبي لي ولدا يحمل اسمي

 

وليس اناث بسببك يلقبوني  ابو الاناث  حينها قال سأتزوج من امرأة اخرى تنجب لي اولادا وبعد الكثير من المشاكل العائلية والضرب الجسدي والاعتداء اللفظي ذهب ليتزوج وفعلا اختار له زميلة في العمل  وتقدم لخطبتها وتزوجها وبعد زواجه من الاخرى وبمرور سنة على زواجهما كانت المفارقة العجيبة ان انجبت زوجته الثانية  بمولودة انثى  فقرر ان يتزوج بثالثة وهكذا اصبحنا ثلاث نساء في بيت واحد ينجبن فقط اناث

 

 

تعدد الزوجات ظاهرة كثرت في الآونة الاخيرة مما اثار الموضوع تساؤلات كثيرة بين افراد المجتمع العراقي

 

المحامي عبدالمحسن  قال رغم ان محاكم الاحوال الشخصية وفقا للشريعة الاسلامية اقرت تعدد الزوجات ولكن بمبررات حيث ان الزواج بأكثر من واحدة كان متعارفا عليه منذ الجاهلية اي قبل الاسلام وقد جاء الاسلام لينظم قواعده فالأصل في الاسلام الاختصار على زوجة واحده لان التعدد مضنة للظلم ولا يباح التعدد الا اذا كان عند الزوجيقين انه سيعدل ولا يظلم

واعتادت المحاكم على تبليغ الزوجة الأولى أثناء إجراءات عقد الزواج الثاني و النتيجة ستكون واحدة سواءً وافقت أم لم توافق و هل توجد زوجة توافق على زواج زوجها

والتعدد يؤدي في كثير من الاحوال الى الفقر واهمال تربية الاولاد وانعدام الرقابة وما يتبعه من التشرد والاجرام . وان فيه ظلماً للمرأة بدخول امرأة اخرى عليها بدون رضاها تشاركها حياتها وزوجها وفي ذلك اهدار لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة

 

شيماء عطية ناشطة بمجال حقوق المرأة قالت ان تعدد الزوجات في وقتنا الحالي أصبح ظاهرة سلبية أكثر مما هي إيجابية كانت حل للحد من العنوسة وما مر به البلد من حروب كثرة الأرامل لكن  بدأ الرجال استغلال هذا الحل الشرعي والتزم بالتعدد ناسيا انه هل يستطيع التوفيق  بين البيتين هل هو عادل حالته المادية تمكنه من ذلك؟ اغلب الذين اتخذوا قرار التعدد قد هدم بيته الأول أو ربما وصلوا إلى الطلاق وتشتت عائلته الأولى فهل هذا كان حل ناجح؟؟ حتى في القرآن الكريم قال ان تعدلواتعدد الزوجات ان لم يكن الزوج مقتدر ماديا وصحيا وكان لديه سبب حقيقي للتعدد فاني اعتبره زواجا باطلا شرعا وقانونا ليكن السبب حقيقي ومقبول الدين لم يحرم ذلك ابدا

 

جمانة تعمل في منظمة انسانية قالت ان البعض يتصور ان التعدد لحظات من المرح  الا انه امام امانة جديده سيسال عنها امام الله سبحانه وتعالى وقد لا يصلح التعدد لكل احد فالذي لا يستطيع ان يؤدي واجباته الزوجية والمعيشية فلا يجب عليه التعدد لان ذلك سيجعله في حرج كبير

اما حلا موظفة والتي  تعمل في القطاع الخاص  قالت   ان الله يرزق كل انسان بما يشاء له فقد لا يملك الانسان شيئا واذا ما تزوج بأخرى فالله قد يرزقه وكل واحدة يأتي رزقها معها واضافت ان هناك اعدادا كبيرة من الارامل والمطلقات والايتام لم يوفقهن الله الى الزواج وهنا يكون الزواج بهن واجب شرعي فليس من المعقول ان نترك الارامل والمطلقات والايتام دون الزواج بحجة تعدد الزوجات ولكن على الزوج ان يعدل وان لا يظلم وان يكون قادرا على معيشتهن اقتصاديا واجتماعيا وقد تكون لدى الزوج حجة اخرى منها عدم الانجاب او وجود عائق اخر كالمرض وما الى ذلك

 

وفي متابعة للنائبة السابقة  جميلة العبيدي  وليس موافقتها اضافت  قدمنا الى اللجنة المالية لغرض التصويت على الفقرة 4 و5 من قانون الاحوال الشخصية رقم 59 والذي يسمح للرجل الزواج من ارملة او مطلقة بدون موافقة الزوجة الاولى مع اعطاء الرجل منحة خمسة ملايين دينار

وتضيف اننا نسعى لتفعيل قانون اعلام الزوجة الاولى فقط عند الزواج بالثاني  و نحاول اضافة تعديل على القانون بما يسمح للزوج بالزواج الثاني والثالث والرابع بشرط ان تكون الزوجة قد تجاوز عمرها الثلاثين عاما

الناشط المدني لؤي  رئيس مؤسسة مجتمع مدني

ان من واجب المرأة ان تكون داعمة لزوجها تهون عليه المصاعب بعد يوم عمل مضن كما ان هناك مشكلة اود طرحها وهي الزواج بالإجبار من ابنة العم فقد لا يكون للرجل رغبة في الزواج من ابنة عمه بسبب انه لا يميل لها وانما يميل الى انسانة اخرى احبها ولكن بسبب اوامر العائلة او الفصل العشائري او غير ذلك بما يؤدي الى الاجبار بالزواج وذلك طبعا سيخلق كارثة للزوج والزوجة ويعيش الزوجان بعدم التوائم فيما بينهما وبذلك تستولي على الزوجان حالة الملل وقليلا ما نرى في تعدد الزوجات سبيلا للعيش بأمان وراحة وطمأنينة خاصة مع وجود الاطفال وب التالي تكون النهاية غير سعيدة مما يتسبب الامر بالانفصال بين الزوجين وترك الاطفال دون تعليم وتربية صالحة وقد يؤدي الى سلوكهم سلوكيات خارجة عن القانون والاخلاق في المجتمع

وتبقى مشكلة تعدد الزوجات بين مؤيد للقانون ومن مرحب به وبين معارض له

عبير الزوجة الاولى رغم انها كانت لا تؤمن بالتعددية الزوجية الا اننا وجدناها مجبرة على الرضا دون ان تستطيع تغيير الواقع الذي تعيشه

#Qarib

رئيس التحرير