كانت تترقب بصمة حركات الأطفال وتسترق السمع لصوتهم وهو ينادون بابا ، ماما.. بعد أن تأخرت في الإنجاب لعشرين عاما.
مريم ذات ٤٠ عاما تزوجت بداية العشرينيات من عمرها متخيلة أن الأمومة ستهلّ عليها سريعاً كما يحدث مع أغلب النساء ولم تيأس من تحقيق حلمها في رؤية طفلها فقد قررت في سن الأربعين أن تعيش تجربة الحمل .
مريم كانت تعاني من نزيف حاد وارتفاع في ضغط الدم مما ترك لديها الكثير من القلق والخوف بعد أن مرت الشهور والسنوات وهي تحاول الانجاب لكن كانت الفحوصات الطبية باستمرار تحمل لها خيبة أمل جديدة لكنها لم تيأس بل تسعر بداخلها بأن القدر يخبئ مفاجأة لها
عاشت مريم سنواتها بين مراجعة الأطباء وتجارب الأدوية والدعاء في الليالي الطويلة عاشت لحظات الفرح حين حملت صديقاتها وشاركتهم الفرحة بابتسامة تخفي وجع السؤال متى يأتي دوري؟
سنوات من التمني والصبر معجزة بعد انتظار
قالت مريم لشبكة خطوة ” في بداية هذا العام 2025 لم أصدق شعور التعب الذي لازمني لكني قررت زيارة دكتورة النسائية كعادتي ولكوني متعبة خرجت بملابس البيت دون استبدال ملابسي وحين وصلت للعيادة وقمت بالتحاليل الطبية هناك كانت المفاجأة التي غيرت مجرى حياتي أنتِ حامل قالتها الطبيبة بابتسامة عريضة لم أصدق انفجرت دموعي وانا احتضن زوجي شعرت وكأن العالم كله يحتفل معها بتلك اللحظة كل يوم أستيقظ وأتحسس بطني لا أصدق أن هناك حياة تنمو داخلي سنوات الانتظار الطويلة جعلت لهذه اللحظة طعماً لا يعرفه إلا من ذاق مرارة الحرمان”
مرت الأيام الأولى من الحمل بمشاعر مختلطة فرحة بقدوم طفل جديد وقلق من المضاعفات السابقة لكنها لم تستسلم لمخاوفها بدأت مريم بزيارة طبيبتها بانتظام واتبعت جميع النصائح الطبية بدقة مثل مراقبة ضغط دمها يومياً والحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن والابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية بقدر الإمكان
واجهت مريم بعض التحديات خاصة عندما بدأت أعراض ارتفاع ضغط الدم بالظهور في منتصف الحمل لكنها كانت أكثر استعداداً إذ التزمت بالراحة وتناول الأدوية الموصوفة ووجدت دعماً كبيراً من عائلتها وزوجها الذين شجعوها على الاستمرار والإيمان بنفسها
مع نهاية الحمل أنجبت مريم طفلتها الجديدة بسلام وسط فرحة عارمة وامتنان عميق شعرت بالفخر لأنها تغلبت على مخاوفها وتحدياتها الصحية وحققت حلم الأمومة رغم كل الصعوبات
احصائيات رسمية لعام 2024 مستشفى الزهراء تسجل 15769 ولادة خلال عام 2024 سجلت مستشفى الزهراء التعليمي (15769) ولادة حية خلال عام2024 وأوضح مدير المستشفى الدكتور غسان العكايشي أن العدد الكلي شمل (6469) عملية قيصرية أسفرت عن ولادة (3272) ذكراً و(3197) أنثى، فضلا عن (9300) حالة ولادة طبيعية، أسفرت عن ولادة (4698) ذكراً وولادة (4602) أنثى وأضاف العكايشي أن عدد المواليد الذكور في المستشفى خلال العام السابق بلغ (7970) مولوداً، فيما بلغ عدد الإناث (7799) مولودة
هل عمر الأربعين علامة فارقة في حياة المرأة وحدها
الدكتورة سبأ العادلي أخصائية نساء وتوليد قالت لشبكة خطوة هناك اعتقاد شائع بين كثير من النساء بأن بلوغ عمر معين يعني فقدان القدرة على الإنجاب نهائياً وغالباً ما يتم تخويفهن من قبل المحيطين بأن فرص الحمل أصبحت معدومة وهذا غير صحيح على الإطلاق الأمر يختلف من سيدة لأخرى وهناك نساء استطعن الحمل في سن الثامنة والأربعين وما بعدها لكن من المهم أن نعلم أن المرأة التي تسعى للحمل بعد سن الـ35 تحتاج إلى رعاية طبية خاصة لأنها تكون أكثر عرضة لمخاطر صحية مقارنة بالنساء الأصغر عمرا في هذا العمر إذا كان هناك عامل وراثي مثل زواج الأقارب أو وجود مشكلات جينية فإن احتمالية ظهورها على الأجنة تصبح أكبر
وتضيف هذه حقيقة مثبتة طبياً حيث يقل معدل الإنجاب لدى النساء بشكل ملحوظ بعد سن الأربعين ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض جودة وعدد البويضات بالإضافة إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل فكلما زاد عمر المرأة عن 35 سنة قلت فرصة حدوث الحمل بسبب انخفاض مخزون المبيض ومع ذلك هناك حالات يمكن فيها تحقيق الحمل بمساعدة الأدوية ومنشطات المبيض لكن يجب التنويه إلى أن هذه الأدوية قد تحمل مخاطر على الجنين من بينها زيادة احتمال حدوث تشوهات خلقية
وتؤكد الدكتورة سبأ من الضروري التوعية بأهمية التخطيط للحمل في سن مناسبة من الناحية الطبية وضرورة استشارة الأطباء المختصين عند وجود صعوبات في الحمل أو الحاجة لاستخدام منشطات المبيض وذلك لتقليل المخاطر وضمان صحة الأم والجنين وعلى عكس البويضات لدى النساء ينتج الرجال الحيوانات المنوية طوال حياتهم لكن جودة هذه الحيوانات المنوية تقل مع التقدم في العمر الإنجاب يرتبط بجودة كل من البويضة والحيوان المنوي وليس فقط القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية فكلما تقدم عمر الرجل زادت احتمالات حدوث طفرات في المادة الوراثية للحيوانات المنوية مما يزيد من احتمال الولادة المبكرة أو نقص وزن الطفل عند الولادة
مريم تنتصر..
ونؤكد أم مريم ” لم أكن أتصور أنني سأعيش لأرى ابنتي تحتضن طفلتها بعد كل هذه السنوات من الانتظار والدموع كانت مريم دائماً قوية لكن الحمل في هذا العمر ليس سهلاً أبدًا خاصة عندما تحمل في قلبها ذكرى الألم والخوف”
كل يوم كنت أرى الخوف في عينيها وأسمع تنهيدتها الخافتة وهي تراقب ضغط دمها أو تلتزم بحمية صارمة لكنها رغم كل شيء لم تشتكِ يومًا كانت تقول لي يا أمي هذا التعب كله هدية من رب العالمين بعد صبر طويل كنت أرافقها إلى الطبيبة وأدعو الله في كل لحظة أن يمضي الحمل بسلام ورأيت فيها مثال المرأة الصابرة المؤمنة التي لا تفقد الأمل مهما اشتدت الصعوبات كنت أطمئنها دائماً وأحاول أن أخفف عنها خوفها وأذكرها أن المعجزات تحدث لمن يؤمن بها حقًا.
من جانبها تؤكد طبيبة الأمراض النفسية وئام حسن : ان الكثير من النساء ممن تعاني من حالات نفسية بسبب التفكير في الإنجاب وخصوصا ممن لديهن مشاكل طبية او موانع في الإنجاب بسببهن أو الأزواج.
وبينت : ان بعض الحالات تصل احيانا إلى مرحلة الانهيار النفسي الحاد والعصبي مما يسبب مشاكل اسرية كثيرة لذلك انصح الجميع بأن اسباب تاخر الحمل بيد الله وهناك أمراض يمكن معالجتها ولا تحتاج الا الى صبر وايمان.