سندس: رحلة امرأة من النجف إلى التميّز المهني

خطوة / النجف
سندس الحمداني تبلغ من العمر 43 عامًا، في مدينة النجف الأشرف نشأت وهي تحمل في قلبها حلمًا كبيرًا بأن تصبح يومًا ما قائدة في مجال عملها ومن خلال عملها الدؤوب وإصرارها على النجاح، استطاعت سندس أن تحقق العديد من الإنجازات التي جعلتها نموذجًا مشرفًا للمرأة النجفية القيادية.
البداية: طريق العلم
اخت سندس تقول” بعد أن أنهت سندس دراستها الجامعية في مجال الصيدلة، دخلت العمل بشغف عميق وإصرار كبير على إحداث فرق. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، لكن رغبتها في خدمة المجتمع ودعم المرضى منحتها القوة لتخطي كل التحديات ان سندس منذ الطفولة وهي ترغب في ان تكون طبيبة لتساعد المرضى كرست حياتها لدراسة من اجل هذا اليوم الذي تكون فية طبيبة تساعد الاخرين كنت أرى كيف تسهر الليالي الطوال في الدراسة من اجل تحقيق حلمها قد تميزت في اعلى الدرجات تفوقت بالمراحل الدراسية وهي اليوم تعيش حلمها بين المرضى لتقدم يد العون للمساعدة “
إثبات الذات في عالم الطب
الدكتور علي يقول “أن الصيدلانية سندس تمثل مثالاً رائعاً على التفوق والإصرار في مواجهة التحديات. بدأت رحلتها المهنية كطبيبة صيدلانية، وسرعان ما لمع اسمها بين زملائها ومرضاها بفضل خبرتها، ودقتها، وحرصها الدائم على تقديم أفضل رعاية ممكنة. لقد استطاعت أن تتغلب على الصعوبات التي واجهتها، وحققت أحلامها من خلال العمل الدؤوب والإيمان بقدراتها سندس ليست فقط متميزة في مجال عملها كصيدلانية، بل إنها قدمت خدمات طبية نوعية للمرضى المصابين بالأمراض السرطانية، مساهمة بذلك في تخفيف معاناة الكثيرين بتفانيها، استطاعت تحقيق إنجازات ملموسة في مجال عملها، جعلتها محط احترام وتقدير الجميع .”
منصب قيادي وتأثير مجتمعي
استطاعت سندس أن تحقق العديد من الإنجازات في مجال عملها بعد سنوات من العمل الجاد والمتفاني، تم تعيين سندس في مستشفى الوطني تعليمي ومسؤولة الرصد الدوائي ومسؤولة شعبة الصيدلة في مركز الفرات الاوسط الأورام وعملت في مكتب مدير عام حاليا ومسؤولة وحدة الصحة الدولية ومسؤولة وحدة شؤون الأطباء ومسؤولة وحدة الاستخدام والأخلاق الطبية . ثمرة عملها الدؤوب ظهرت عندما تم تعيينها مديرة شعبة الأمراض السرطانية في مستشفى النجف الأشرف في هذا المنصب الريادي، قادت سندس فريقها نحو تطوير خدمات علاج السرطان في النجف والمحافظات المجاورة ، حيث ساهمت في إدخال أساليب علاجية حديثة وتحسين ظروف المرضى.
بالإضافة إلى عملها في مجال الطب، تم اختيارها لتكون عضوًا في لجنة مكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب في النجف. وفي هذا الدور، استطاعت سندس أن تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة، وأن تعمل على مكافحة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى الإرهاب من خلال انطلاق ورش وندوات تدريبية لتوعية المجتمع وحصولها على العديد من الشهادات التقديرية لمساهماتها في مجال الطب ومكافحة التطرف العنيف
العمل التطوعي ودعم المجتمع
هبة احمد عضو في فريق تطوعي طبي تقول “أود أن أعبر عن إعجابي الكبير بالصيدلانية سندس هذه المرأة النجفية التي استطاعت أن تضيء طريق الأمل للعديد من المرضى والمحتاجين في مدينة النجف . فقد كانت متعاونة معنا بشكل كبير من خلال مشاركتها معنا في العمل التطوعي لمساعدة المرضى كانت تبقى معنا لساعات طويلة سندس مثال حي للمرأة العراقية الطموحة التي لم تتوقف أمام التحديات، بل جعلت منها سلماً للصعود نحو التميز لقد أثبتت سندس أن الإرادة والعزيمة هما مفتاح النجاح الحقيقي، ليس فقط من خلال إنجازاتها الطبية ورعايتها للمرضى المصابين بالأمراض السرطانية، بل أيضاً من خلال مساهمتها الفعّالة في تعزيز الأمن المجتمعي ومكافحة التطرف. كل من عرفها لمس فيها روح القيادة، والإخلاص، والرغبة الدائمة في خدمة الآخرين. نحن نفتخر بوجود هكذا نساء فاعلات في النجف ونتعلم منها يومياً معنى العطاء والقيادة الحقيقية. شكراً سندس لأنك رسمت لنا جميعاً صورة مشرقة للمرأة النجفية والعراقية الرائدة.”
المستشفى الوطني للاورام السرطانية في النجف يسجل 2312 حالة
تشهد مدينة النجف ارتفاعاً في نسب الإصابة بمرض السرطان حيث تُسجل المستشفيات يومياً أعداداً متزايدة من المرضى، ما يثير قلقاً عميقاً لدى الأهالي والمختصين في القطاع الصحي. وفقاً للإحصائيات الصحية لعام 2023، ” سجل نحو 10 حالات مشخصة يومياً و200 إلى 250 إصابة شهرياً أي ما يعادل 2000 إلى 2200 خلال عام 2023، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لتعزيز إمكانيات المستشفيات وتوفير العلاجات اللازمة”
في أروقة المستشفيات يتزايد عدد المصابين بمرض السرطان بشكل يومي ويظهر ذلك بوضوح في الأرقام التي قدمها مدير المركز الوطني للأورام، الدكتور حيدر الشبلي الذي أعلن عن تسجيل 2312 حالة جديدة في عام 2024. وأوضح أن 52% من هذه الحالات تعود لسكان النجف بينما تأتي 50% من خارج المحافظة.
تعود أسباب زيادة نسب الإصابة إلى عدة عوامل منها الكثافة السكانية المتزايدة وارتفاع عدد المراجعين. كما تم تسجيل 46,500 جرعة كيمياوية و17,000 جلسة إشعاعية خلال العام، مما يدل على حجم التحدي الذي يواجهه القطاع الصحي في المدينة
أدوار متعددة من أجل مجتمع أفضل
لم تكتفِ سندس بعملها داخل جدران المستشفى، بل تم اختيارها أيضًا لتكون عضوًا فاعلًا في لجنة مكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب في النجف.
سكرتير لجنة مكافحة التطرف العنيف المؤدي الى الإرهاب في محافظة النجف حسن الحسناوي يقول ” الصيدلانية سندس من الأعضاء الفاعلين في اللجنة حيث نظمت ورش عمل وندوات توعوية للمجتمع، وساهمت في بناء بيئة أكثر أمنًا واستقرارًا عبر نشر الفكر المعتدل ومحاربة الأفكار المتطرفة في المدينة.”
تقدير ونجاحات متواصلة
تكللت جهود سندس بالحصول على العديد من الشهادات التقديرية، سواء في مجال الطب أو العمل المجتمعي في مكافحة التطرف. أصبحت سندس اليوم نموذجًا ملهمًا للمرأة العراقية الطموحة التي تجمع بين الكفاءة المهنية والمسؤولية الاجتماعية
سندس نموذج مشرف للمرأة العراقية التي استطاعت أن تتغلب على التحديات وتحققت أحلامها. إنها قائدة متميزة في مجال عملها، وقد قدمت العديد من الخدمات الطبية المتميزة للمرضى. نأمل أن تكون قصة سندس مصدر إلهام للجميع، وخاصة للنساء العراقيات اللواتي يسعين إلى التميز والإنجاز.