اللامساواة في المهنية ، لماذا يُشاد بالبعض ويبخس اخرون؟

بقلم إسراء عبد الجليل
في حالة تكررت، وذلك نرى احتفالات واسعة وتقديرات رسمية بمناسبة يوم المهندس ، تتخللها كلمات إشادة وعبارات شكر وشهادات تقدير توزع بسخاء، وهي بلا شك مستحقة. فالمهندس يشكّل عنصراً مهماً في التنمية والتطوير، ولا يمكن إنكار دوره في بناء المجتمعات الحديثة.
لكن، تراودنا اسئلة كثيرة : أين التقدير لباقي التخصصات والمهن؟ لماذا تُختزل ثقافة الشكر والعرفان في فئة مهنية دون غيرها، وكأن باقي العاملين في الميدان لا يسهمون في عجلة البناء والتقدم؟
إن الإداريين، والفنيين، والمحاسبين، والمبرمجين، والمساعدين، وغيرهم من المهنيين، يعملون جنباً إلى جنب مع المهندسين في بيئات العمل ذاتها. هم من يدير العمليات، ويضمنون استمرارية الأداء، ويتابعون التفاصيل اليومية التي تُبقي المؤسسات فاعلة ومنتجة ورغم ذلك، كثيراً ما يتم تجاهلهم عندما يحين وقت التكريم أو الحديث عن “صناع النجاح”.
الإجحاف المهني لا يُولد فقط من قلة التكريم، بل من تجاهل الدور. فحين يقتصر الاحتفاء على مهنة دون غيرها، يُبنى تصور غير عادل في أذهان العاملين والجمهور بأن النجاح حكر على هذه الفئة فقط. وهذا بدوره يخلق شعوراً بالإقصاء والإحباط، ويؤثر سلباً على روح العمل الجماعي.
لا يُقلل هذا الحديث من أهمية المهندس ولا من قيمة يومه المهني، بل على العكس، يدعو لتوسيع ثقافة التقدير بحيث تشمل كل من يسهم في النجاح، كلٌ في مجاله. فكما أن المهندس يضع المخطط، فثمة من ينفذه، ومن يديره، ومن يراقب التكاليف، ومن يضمن الجودة، ومن يوفّر الدعم التقني والإداري.
المساواة المهنية تبدأ من الاعتراف المتكافئ. ومتى ما عمّت ثقافة التقدير الشامل، تولّدت بيئة عمل أكثر انسجاماً وإنتاجية.
فلنُكرّم الجميع، ونحتفل بالجميع. فكل مهنة لها يوم، ولكل مجتهد حق في كلمة “شكراً”.